خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1432هجرية

الجمعة، ١٧ أكتوبر ٢٠٠٨

الأزمة الإقتصادية العالمية , وبشائر سقوط الحضارة الغربية

الأزمة الإقتصادية العالمية , وبشائر سقوط الحضارة الغربية
بقلم :- صلاح سويلم شنان*
كان حلما لذيذا وساذجا راود المفكر اليابانى الاصل الامريكى الجنسية حينما كتب كتابه الشهير نهاية التاريخ
0
وكان كتابه ذلك فكرة مقال طورها الى نظرية, وانتجها فى كتاب أحدث ضجة هائلة وقت صدوره ,
وكانت هذه النظرية التى تبناها تتلخص فى :-سيادة الديمقراطية الغربية وهيمنتها على كل الايديولوجيات .
وأراد الله تعالى له ولكل الحالمين مثله والذين يعيشون داخل أوهامهم المبنية على السراب ,
ان يستفيقوا من أحلامهم مبكرا , وأن يروا بداية سقوط الحضارة الغربية رأى العين ,وبما لايدع مجالا للشك
أنها ليست هى الايديولوجية التى ستسود وينتهى عندها التاريخ كما كانوا يحلمون، أو يتوقف العقل البشرى عن التفكير.
ومبشرات سقوط الحضارة الغربية قد تبدت منذ زمن بعيد ومنذ فترة كبيرة ،لكنها لم تكن واضحة وضوح اليوم إلا لأولى الالباب ،واصحاب البصائر النافذة ، الذين يفهمون ويستوعبون أسباب نهوض الامم , وأسباب سقوطها وأسباب قوتها واسباب ضعفها .
بل ومنذ فترة كبيرة وفكرة موت الغرب واحتضاره تسيطر على عقول الكثير من مفكريهم ,وأولى النهى منهم .
فقد كتب من قبل كاتب منهم ,ومن أشهرهم , وهو باتريك بوكانن – الذي كان مستشاراً لثلاثة رؤساء أميركيين و كان ايضا مرشحا لرئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة سنوات 1992 و 1996—ومن هنا تأتى اهمية الكتاب –
- في كتابه «موت الغرب» The Death Of the West" " مايشير الى ان الغرب يتجه وبقوة نحو الموت والنهاية من خلال مؤشرات منها :- انخفاض معدلات المواليد ،وذوبان العائلة واندثارها كوحدة اجتماعية، وعزوف النساء عن الحياة الطبيعية التقليدية مثل الزواج وانجاب الاطفال ورعايتهم،وعزوف الشباب عن مؤسسة الزواج، وشيوع الجنس واللواط والحماية القانونية لهذه النزعات غير السوية، يقابل هذا نمو المجتمعات في العالم الثالث وخاصة الاسلامي حجما وكيانا ،وهجرة العرب والمسلمين الى ديار الغرب وتشكيلهم كينونة ثقافية مغايرة للكينونة الغربية ومتحديه لها ’ وغشيان العرب والمسلمين في ديار الغرب لمجالات الاعلام والسياسة والنقابات وممارسة دورهم بروح رسالية خاصة بعد سبتمبر اليفن.وهى مؤشرات وبدايات حقيقية لموت الغرب انطق الله بها لسان واحد منهم ومن كبرائهم .
وهذه كلها أمور يفهمها العقل المسلم ويستوعبها جيدا،
فقديما قال جعفر بن أبى طالب – رضى الله عنه –
حينما التقى الجيش المسلم مع الجش الرومى بيتا من الشعر دل على وعى العقل المسلم بالعوامل التى تؤدى الى انهيار الامم وسقوطها وتعجيل السقوط قال فيه :-
يا حبذا الجنة واقترابها

طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها

كافرة بعيدة أنسابها
علي إن لاقيتها ضرابها

وهو بهذا البيت يشير الى انهيار الحضارة الرومانية فى الجانب الأخلاقى ،والتفكك الأسرى والقيم الاجتماعية .

وعوامل الانهيار الاخلاقية والاجتماعية تنخر فى عظام الحضارة الغربية منذ امد بعيد, ويتكلم بها القاصى والدانى.
ولم يتوقع أحد ابدا ان تؤتى أمريكا والحضارة الغربية من قبل اقتصادها فى يوم من الايام,
وإنما هذا قانون ربانى (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا)
واراد الله تعالى ان تكون بداية الإنهيار من حيث لم يحتسبوا ، ومن حيث هم يفتخروا ويتيهوا على العالم باقتصادهم .
وكما يقول ربنا تبارك وتعالى " قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون "
وبهذا الإنهيار الإقتصادى المدمر- إن شاء الله-
والذى لن تجدى معه أى وسائل لتداركه أو انقاذه ،يسقط الحلم الأمريكى فى هيمنته على العالم ،وسيطرته عليه من خلال قوته الاقتصادية التى بدأت فى التردى والانحدار بدون عودة-إن شاء الله -.
وكذلك من خلال قوته العسكرية التى لن تجدى معه , ولن تساعد فى انقاذه من وهدته الحالية -بإذن الله -
وبهذا الإنهيار الإقتصادى المفاجىء
يستفيق العالم كله بأجمع ويكتشف زيف هذا النظام الرأسمالى وفشله فى أن يصبح هو النظام العالمى ،
ويستيقظ أولئك الذين يسيرون خلف الغرب حذو القذة بالقذة شبرا بشبر وذراع بذراع ،
وكذلك يتوارى كل من ينادى بعظمة الحضارة الغربية ،وخاصة فى بلادنا الأسلامية من العلمانيين والمنافقين ومن على شاكلتهم .
وفى النهاية يبدوا أن نهاية التريخ وإن كانت حلما ساذجا لفوكوياما ،
فإنها بالنسبة لنا نحن المسلمين حقيقة ويقين، إذ ان النظام الذى سيظهره الله على العالمين هو النظام الإسلامى .
ويبدوا أن فشل الشيوعية من قبل ، وبداية سقوط الحضارة الغربية ، يمهدان الطريق لاستقبال الحضارة الإسلامية .
وصدق الله تعالى إذ يقول
" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون "
---------------------------------------------------------------------------------1---------------------
* صاحب مدونة:- صيحة حق
http://salahshnan70.blogspot.com/
http://salahshnan70.maktoobblog.com/

الاثنين، ٦ أكتوبر ٢٠٠٨

العبادة فى رمضان وغيره من الشهور ما الفرق ؟

العبادة فى رمضان وغيره من الشهور ما الفرق ؟
بقلم :-صلاح سويلم شنان
هل هناك فرق بين العبادة فى رمضان, والعبادة فى غيره من الشهور ؟
ماهو سر إقبال الناس على الله تعالى ، وعلى عبادته, والتقرب إليه بصورة مختلفة عن غيره من شهور العام ؟
فإذا دخل رمضان ازدحمت المساجد بالمصلين, وذلك فى الصلوات الخمس, وحافظ الناس على صلاة الجماعة ,وانتظم عدد كبير منهم فى صلاة الفجر ، وكذلك صلاة القيام .
وأيضا يقبل الناس على قراءة القرءان ويتنافسون فى ذلك تنافسا عظيما, فمنهم من يقرأ القرءان مرة ,ومنهم من يقرأ أكثر من ذلك .
وتسارع الناس مسارعة غير عادية فى فعل الخيرات, وعمل الطاعات المتنوعة والمتعددة مابين إنفاق فى وجوه الخير ،
وصلة الارحام ,واحسان الى الجيران ,وتعاطف مع مآسى المسلمين ومايحدث لهم فى شتى بقاع الارض .
تسامح، وتغافر ،وبسمة على الشفاة غابت عن مجتمعاتنا كثيرا، وتعاطف قلما ان تجده فى غير رمضان .
هذه الصورة ليست بمستغربة بل هى أمر طبيعى لابد وأن يحدث .
وكيف لا ؟ والله تعالى قد هىء هذا الشهر تهيئة جعلته مختلفا عن سائر الشهور .
ففى شهر رمضان تصفد الشياطين، وتفتح ابواب الجنان فلم يغلق منها باب، وتغلق ابواب جهنم فلم يفتح منها باب ،
وينادى مناد ياباغى الخير أقبل, وياباغى الشر أقصر ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء ، وغلقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين ) رواه البخارى وفى رواية (فتحت أبواب الجنة)
وفيه ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر, ومن صامه إيمانا واحتسابا غفرله ماتقدم من ذنبه ,وكذلك من قامه ،
ومن قام ليلة القدر فيه غفر له ماتقدم من ذنبه ،
قال (صلى الله عليه وسلم ):-(من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )
وقال Lمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
هذه التهيئة ،و هذه المحفزات , وهذا الخير, وهذه الفيوضات الربانية العظيمة، وهذا العطاء الربانى الذى لاحدود له،
يغرى العباد ،ويجعلهم يقبلون على الله تعالى هذا الاقبال يرجون رحمته وثوابه وعظيم اجره ،ويتعرضون لنفحاته سبحانه وتعالى .
فلا غرو إذن فى أن يقبل الناس على العبادة فى رمضان أكثر ممايقبلوا عليها فى غيره من الشهور .
قد نجد بعد رمضان أحبتنا الدعاة الى الله تعالى يعيبون على الناس ذلك ويلومونهم لوما شديدا,
ويقرعونهم بمزيد من أساليب الزجر والترهيب بسبب عدم استمرارهم فى العبادة بنفس ما كانوا عليه فى رمضان ،
ونقوللإحبتنا الدعاة الى الله تعالى:- رفقا بأنفسكم وبالناس فأنكم مهما فعلتم فلن يكون الوضع هو نفس الوضع ,ولا الحال نفس الحال , وإنما لابد وأن يكون هناك فرق .
لايعنى هذا بالطبع ان يعبد الناس ربهم فى رمضان ويتركوا العبادة فى غيره من الشهور ,وإنما
لابد من الاقرار والاعتراف بأن رمضان يختلف عن غيره

الثلاثاء، ٦ مايو ٢٠٠٨

إضراب 4 مايو.......... بين النجاح والفشل!!!

إضراب 4 مايو.......... بين النجاح والفشل!!!
بقلم :- صلاح سويلم شنان

لم يكن مفاجئا ضعف إضراب 4 مايو ، وإنما كان هذا متوقعا منذ البداية .
مع أن عدد القوى السياسية التي أعلنت المشاركة في هذا الإضراب كان كبيرا نوخاصة جماعة الإخوان المسلمين (وهذا نجاح كبير للإضراب في حد ذاته )
اكبر قوى معارضة في مصر ،
مع أنها لم تدع إلى هذا الإضراب، وإنما من دعا إليه شباب الفيس بوك والانترنت.
وتجاوبت الجماعة مع هذا الحراك الشعبي والجماهيري ن وأعلنت أنها ستشارك في هذا الإضراب باعتباره نوعا من الاحتجاج السلمي والذي يكفله الدستور والقانون.
ومن قبل هذا كان إضراب 6 ابريل والذي أحدث ضجة إعلامية كبيرة مع ضعفه وإن بدا انه قويا
(من وجهة نظري المتواضعة ).
لكنه كان البداية لبدء مسيرة حركة احتجاجية متنوعة ومبدعة أيضا، فما زال الشباب في جعبتهم الكثير والكثير ،
ولن يعدموا وسائلهم الاحتجاجية المبدعة والمبتكرة نوالتي سوف تذهل النظام وكل المفسدين في هذا الوطن الحبيب .
وجاء إضراب 4 مايو، وتجاوبت معه القوى السياسية ،لكنه مختلف في هذه المرةن وبداية جيدة وممتازة
تحسب لصالح عقلاء هذه الأمة وحكماءها .
إذ أن ثقافة الاحتجاجات السلمية لم يتعود عليها المواطن المصري ،ولم يألفها وهى أيضا ثقافة غير منتشرة لدى أبناء العالم العربي ،
ولكنها في البداية نقطة جيدة ،وتحسب لصالح المواطن المصري ،إذ أنه بدأ حركته الايجابية وان كانت ضعيفة ،
ومشاركة الإخوان في هذا الإضراب أمر طبيعي من جماعة تدعوا إلى إيجابية هذا الشعب، وأنه لابد وأن يطالب بحقوقه، ويسعى لذلك بنفسه بكل الطرق السلمية والقانونية ،
ولا ينتظر إن يأتي أحد له بحقوقه وحريته ومطالبه بدون مشاركة منه ولا تضحية ،
ولست هنا بصدد أن أبرر موقف الجماعة في كلا الحالتين، فقيادة الجماعة عندها من القدرة والحجة الناصعة التي تبين بهما موقفها في كلا الحالتين .
أما ما يعنيني هنا ،
هو كيفية الاستفادة من هذه الحركة الايجابية التي ابتدأها شباب مصر الإيجابي والطموح والمبتكر والمبدع ،
لا نريد أن نفشل كل حركة يتحركها الشعب والجماهير،
ولا نريد أن نهون من أثر هذا الإضراب والذي قبله ،
إذ أن آثار إضراب 4 مايو ظهرت حتى قبل أن يتم ،
من زيادة في أجور العمال بنسبة 30% وتعجيل صرفها قبل الموعد المعتاد ،
وإطلاق سراح بعض المعتقلين على خلفية إضراب 6 ابريل ،(وإن كان هذا نوعا من التدليس على الشعوب وخداعها والدليل على ذلك زيادة أسعار البنزين والوقود )


هذه كانت بعض آثار حركة ايجابية وان كانت ضعيفة ،
والأمر الآخر أن سياسة الإحتجاج السلمي لابد من استمرارها وتطويرها لتكون أكثر أثرا،
وهذا لن يتم إلا إذا تضافرت الجهود وكان التنسيق بين القوى السياسية في المرحلة المقبلة أكثر جدية ،
وأيضا لابد من إتباع سياسة النفس الطويل وان الألف ميل يبدأ بخطوة وقد ابتدأنا هذه الخطوة ،
وربما تطول المدة لكنها سوف تكون أكثر تأثيرا في المرات المقبلة إن حسنت النوايا،
وأيضا لابد من بث الأمل في نفوس الشباب وتشجيعهم وتوجههم نحو الأصوب والأفضل حتى يستمروا ،
لان مصر في حاجة إلى مثل هذا الشباب المخلص وفى حاجة إلى حماسته المتوقدة التي لابد وان تنضبط بتوجيه شيوخ وعقلاء هذا البلد

قد يصر البعض على أن يصف هذا الإضراب بالفشل ،وهذا أحد فريقين ،
الفريق الأول وهو فريق النظام وثلته التي تحاول جاهدة أن تقلل من أهميته وأثره ،وتتقرب بهذا إلى السلطان الجائر ،وهؤلاء لا نبرئهم من سوء القصد وسوء الطوية .
وأما الفريق الآخر فكان متفائلا ومفرطا في تفاؤله ،ولم يحسن قراءة الشعب المصري أو العربي جيدا ،
وظن انه بهذه الخطوة ربما يتم الإصلاح دفعة واحدة .
أما إذا أردنا الإنصاف
فنقول إن الإضراب ناجح بكل المقاييس وهو خطوة جيدة تحتاج إلى خطوات وحركة إيجابية تحتاج إلى ترشيد وتوجيه،
وسلاح آخر يضاف إلى أسلحة دعاة الإصلاح في مواجهة الفساد والمفسدين
وأكيد انه ليس السلاح الوحيد والأخير وإنما الأسلحة السلمية متنوعة ومتعددة أضيف إليها سلاح جديد ،

الأحد، ٢٧ أبريل ٢٠٠٨

اللهم أرنا فيمن حبس الإخوان آية

صلاح سويلم شنان
قد يتصرف البعض في هذه الحياة ويظن أن الله تعالى يغفل عما يعملون ، وأنه في بعد عن الله تعالى، أو أن الله تعالى غاب عن هذا الكون وسلمه إلى ثلة من المجرمين والمفسدين.
قد يتصور البعض أن الله تعالى يمكن أن يتخلى عن أوليائه وحملة دعوته ورسالته، قد يتصور البعض أن إمهال الله لهم على الرغم من ظلمهم وبطشهم إهمال منه لهم وأنهم قد يفلتون من عقابه قد يتصور البعض أن محنا تقع وتصيب أولياء الله تعالى انتصارا للظالمين والطغاة إن لله تعالى سننا في هذا الكون تحكم حركة الكون والحياة، لا تتخلف ولا تتبدل أبدا.
ومن هذه السنن والقوانين :-
قانون الاستدراج يقول ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم ((فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ (56))، إن الظالمين الآن في غمرة ولكن حتى حين إنما يريد الله تعالى أن يجعلهم آية لكل ظالم مستبد ياتى من بعدهم ويسير على شاكلتهم – أي طريقتهم ومنهجهم وهذه النعم وهذه الجولات التي يظنون أنهم أحرزوا بها نصرا على المؤمنين وأولياء الله تعالى وبعض المكاسب الدنيوية إنما لتشغلهم عن طريق الحق فلا يبصروه ويفجأهم الله تعالى بنقمته وعذابه، يقول الشهيد سيد قطب –رحمه الله – (ذرهم في هذه الغمرة غافلين مشغولين بما هم فيه , حتى يفجأهم المصير حين يجيء موعده المحتوم .
ويأخذ في التهكم عليهم والسخرية من غفلتهم , إذ يحسبون أن الإملاء لهم بعض الوقت , وإمدادهم بالأموال والبنين في فترة الاختبار , مقصود به المسارعة لهم في الخيرات وإيثارهم بالنعمة والعطاء) كما طغى فرعون وتجبر وأراه الله تعالى الآيات البينات ،ولكنه أصر على جحوده واستكباره وإنكاره ومحاربته وملاحقته لأهل الحق والإيمان، فأخذه الله تعالى بذنبه، وأهلكه وجنوده ،وجعله لمن خلفه آية. ويا ليت كل الفراعين في كل عصر يعتبرون بمن سبقهم، ولكن على قلوب أقفالها.
إنها الحقيقة الغائبة عن المفسدين والظلمة والمستبدين والمتجبرين (( لن تفلتوا من عقاب الله أبدا لافى الدنيا ولا في الآخرة، ولابد وان يقر الله أعين المؤمنين، ويشف صدورهم بهلاككم ،والإنتقام منكم وجعلكم ءاية لمن خلفكم ))، يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم (( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) .
يقول الشهيد –رحمه الله –( إنه الموقف الحاسم والمشهد الأخير في قصة التحدي والتكذيب . والسياق يعرضه مختصراً مجملاً , لأن الغرض من سياقة هذه الحلقة من القصة في هذه السورة هو بيان هذه الخاتمة . بيان رعاية اللّه وحمايته لأوليائه , وإنزال العذاب والهلاك بأعدائه , الذين يغفلون عن آياته الكونية وآياته مع رسله حتى تأخذهم الآية التي لا ينفع بعدها ندم ولا توبة .
فنقول لكل ظالم ومجرم في هذا الكون ( اعلم أن لهذا الكون إله مازال سبحانه وتعالى ممسكا بزمامه ومسيطرا عليه جل وعلا، وأنه تعالى لم يترك الكون لكم لتدبروا أمره، وتسيروا حركة الحياة فيه ) فإن ألوهيته لا ينازعه فيها أحد، ومن نازعه فيها قصمه وأهلكه، وجعله آية وعبرة. ونقول لمن حبس الإخوان وحرمهم حقوقهم وصادر أموالهم وممتلكاتهم بغير جرم ارتكبوه إلا أنهم ينادون بالإصلاح ويتطهرون ، ويقفون في وجه الفساد والمفسدين.
نقول لهم :- والله لقد ظلمتم الإخوان، وأن ظلمكم سوف يكون ظلمات عليكم يوم القيامة، وأن دعوات المظلومين من الإخوان، ومن أسرهم وأولادهم، وممن أغلقتم بيوتهم، لن تذهب سدى، وأن الله حتما سيستجيب دعائهم، فالويل لكم من انتقام الله تعالى، فقد ثبت في الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي -صلى الله عليه وسلم - بعث معاذاً إلى اليمن وقال له : ( اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ) رواه البخاري ومسلم .
كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن : دعوة المظلوم.. ) رواه ابن ماجه كما جاء في الحديث : ( اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام ، يقول الله : وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) رواه الطبراني.
أليس من الظلم أن يحاكم الإخوان المسلمون أمام المحاكم العسكرية، ويحرمون من ابسط حقوقهم في أن يحاكموا أمام قاضيهم الطبيعي؟ ((مع إنهم يجب أن يكرموا ،ويفخر بهم كل مصري شريف، يحب هذا البلد، ويحرص على إصلاحه، ومحاربة الفساد فيه. )).
أليس من الظلم أن تحكم المحكمة العسكرية على المهندس خيرت الشاطر وحسن مالك وإخوانهم بسبع سنوات وعشر سنوات وو... ، يغيبون فيها خلف القضبان ظلما وبغيا؟ ((علما بأن القضاء المدني قد برأهم أكثر من مرة )).
أليس من الظلم أن يحاكم الإخوان طوال حياتهم أمام المحاكم العسكرية، ولا يحاكمون ولو مرة واحدة أمام قاضيهم الطبيعي؟ بل يحاكم القتلة، والمجرمون، والجواسيس، وسارقي البنوك، وأصحاب أكياس الدم الملوثة، وصاحب العبارة ،ومن قتل الشعب بسمومه، وأدويته المسرطنة أمام القضاء المدني .
أما الإخوان لأنهم يدعون إلى الإصلاح، ويقفون في وجه كل مفسد ،فيحرمون من ابسط حقوقهم. والذي يثق فيه الإخوان ،وتربوا عليه ،وءامنوا به، أن هذا الليل لن يطول، وهذا الظلام لن يستمر، وهذا الظلم لن يدوم، والله لابد لهذا الأمر من ءاخر.
((فإن مع العسر يسرا . إن مع العسر يسرا )) ولن يغلب عسر يسرين كما قال أسوتنا وقدوتنا (صلى الله عليه وسلم ) ولا تدرى أخي الحبيب ((لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )).
http://sharkiaonline.com/detail.asp?iData=9778&CATEGORIES_ID=60

الثلاثاء، ١٥ أبريل ٢٠٠٨


الخميس، ١٠ أبريل ٢٠٠٨

الشيخ /ماهر عقل يعلمنا حيا وميتا

بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ /ماهر عقل يعلمنا حيا وميتا
بقلم :-صلاح سويلم شنان
إثر حادث أليم لقي ربه فضيلة الشيخ /ماهر عقل المربى الفاضل والعالم الرباني والمجاهد في سبيل الله بكلمته وبكل ما يملك،
وقد شيعه آلاف الإخوان المسلمين في موقف مهيب ومعبر عن صدق هذه الدعوة وصدق حملتها وعلمائها ودعاتهم من أمثال فضيلة الشيخ الرباني رحمه الله تعالى ،
وأثناء السير والمشاركة في جنازة الشيخ رحمه الله تذكرت قولا مشهورا للإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في رده على المبتدعة القائلين بخلق القرآن الكريم حيث قال رحمه الله (بيننا وبينهم الجنائز ) .
فشهد جنازته –رحمه الله – أكثر من مليون شخص – وحينما مات المبتدع ابن دؤاد ولم يصل على ابن أبي دؤاد إلى أربعة نفر فحسب.
نعم مقولة صدق قالها عالم رباني كانت مترجمة ترجمة حقيقة في جنازة شيخنا وعالمنا رحمه الله تعالى.
ففي وقت قليل بمجرد أن علم الناس بوفاة الشيخ رحمه الله تعالى، إذا بالوفود تتوالى من كل أنحاء البلاد، لتشهد جنازة هذا العالم الرباني ،
وتلقى نظرتها الأخيرة على رجل طالما صدح بالحق، وصدع به وعاش له وبه،
كثير ممن شاركوا في جنازة الشيخ لم يلتقوا به ،ولم يتعرفوا عليه عن قرب، ولكنهم التقوا به عن طريق علمه وجهاده، وشاهدوا صولاته وجولاته في مجلس الشعب، وكيف كان بحق فارسا للكلمة ،
وكيف كان يقف كالطود الشامخ في مواجهة الباطل والمفسدين ومدافعا عن الحق .

وكان السؤال الملح أثناء السير في جنازة شيخنا -رحمه الله- ما السر في تجمع هؤلاء ؟ كيف تجمعوا بهذه السرعة ؟ومن الذي جمعهم ؟ وما الذي جمعهم ؟
كانت الإجابة كبيرة على هذا السؤال .
فالذي جمع هذه الحشود هو الله تعالى (
لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم )
وجاءت هذه الحشود لتكون السنة الحق التي تشهد للشيخ انه عاش مجاهدا ومات ومجاهدا .
عن الحسن : قال )
مرت جنازة برسول الله صلى الله عليه وسلم فأثني عليها بخير حتى تتابعت الألسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت قال ومرت به جنازة فأثني عليها بشر حتى تتابعت الألسن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله قلت في الجنازة الأولى حيث أثني عليها خيرا وجبت وقلت في الثانية كذلك فقال : هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم شرا فوجبت له النار إنكم شهود الله في الأرض مرتين أو ثلاثا (
فجاء الشهود من كل حدب وصوب ،جاء حملة كتاب الله تعالى أهل القران الذين هم أهل الله وخاصته، جاء العلماء العاملون والربانيون ، جاء قادة الإصلاح في هذه الأمة، وجاء شبابها الطاهر النقي ليشهدوا جميعا لشيخنا رحمه الله تعالى ، ويثنوا عليه بالخير فتجب له الجنة بإذن الله تعالى وبرحمته سبحانه وتعالى.
جاءت الشهود لترث المهمة ،وتتسلم الراية ممن حملها ،وسار بها وجاب بها البلاد طولها وعرضها
في مصر وأمريكا وكثير من بلاد العالم.
حمل راية الدعوة ولم يفرط فيها يوما من الأيام، حتى جاءت هذه الشهود لتتسلمها بحقها ، وكما قال الله تعالى (
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )
وهذه هي دعوتنا وما ميزها الله من خصائص ، إذا ذهب منها ماهر قام بعده ألف ماهر يرثون المهمة ،
ويرثون العلم والأخلاق الفاضلة ويمضون في طريق الحق لا يخافون في الله لومة لائم.

جاءت هذه الشهود لتكون لطمة فى وجه كل ظالم أو مستبد يريد أن يفض الناس عن الرسالة الحق، وعن منهج الله تعالى الذي ارتضاه الله لنا ،
لتكون لطمة في وجه كل من أراد أن يفض الناس عن هذه الدعوة المباركة التي امتدت جذورها في أعماق أعماق الأرض، وصعدت أغصانها إلى عنان السماء، وآتت أكلها بإذن ربها، ومازالت تؤتى أكلها بإذن ربها ،
وترد على كل ناعق ينعق بالباطل ،ويدعى زورا وبهتانا أن هذه دعوة أو جماعة محظورة
أو غير شرعية .
فجاءت الشهود لتعطى الشرعية الحقيقية لهذه الدعوة المباركة ،وتنزع الشرعية عن كل من أراد أن ينال من هذه الجماعة المباركة .

وهذه هي طبيعة دعوتنا، أن قادتنا وعلماءنا نتعلم منهم أحياء وأمواتا، بل هي طبيعة رسالتنا العظيمة ،
ويبقى أثرهم حتى بعد مماتهم يؤثرون ويتأثرون،
يؤثرون في الأجيال التي تأتى من بعدهم بمواقفهم وثباتهم على الحق ولقاءهم ربهم وهم على ذلك ،
ويتأثرون ويفرحون بمن يمضى في طريقهم الذين سلكوه من قبل فهو طريق الحق ،
ولتقرأ معى هذا الحديث العظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما أصيب إخوانكم يوم أحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم قالوا يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله بنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله عز وجل : أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله هذه الآيات { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } وما بعدها ) . راجع تفسير ابن كثير

يقول الأستاذ سيد قطب : » إنها تعديل كامل لمفهوم الموت - متى كان في سبيل الله - وللمشاعر المصاحبة له في نفوس المجاهدين أنفسهم , وفي النفوس التي يخلفونها من ورائهم . وإفساح لمجال الحياة ومشاعرها وصورها , بحيث تتجاوز نطاق هذه العاجلة , كما تتجاوز مظاهر الحياة الزائلة . وحيث تستقر في مجال فسيح عريض , لا تعترضه الحواجز التي تقوم في أذهاننا وتصوراتنا عن هذه النقلة من صورة إلى صورة , ومن حياة إلى حياة ! « .

وبعد أن شارك الآلاف في تشييع الشيخ رحمه الله تعالى وتقبله الله في عباده الصالحين(
مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا )
كانت هذه لحظة من أصعب اللحظات التي مرت بي.
إذ نظرت إلى الآلاف وهى تذهب تاركة الشيخ- رحمه الله- ولم يبق معه أحد حتى أولاده،
فقلت كيف ستقضى شيخنا الفاضل أول ليلة لك في قبرك؟
لقد آن لك أن ترتاح من الدنيا وتعبها وعناءها إلى رحمة الله تعالى ،واليكم هذا الحديث الرائع :-
في يوم من الأيام مرت جنازة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال عليه الصلاة والسلام لصاحب الجنازة مستريح أو مستراح منه فسألوا الصحابة ( رضي الله عنهم ) النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن قوله مستريح أو مستراح منه فقال النبي ) صلى الله عليه وسلم - :((( إن العبد المؤمن إذا مات استراح بالموت من عناء الدنيا وأما الفاجر إذا مات استراحت منه البلاد والعباد والدواب )) .
نعم والله لقد استراح شيخنا من ظلم واستبداد وفساد ،استراح من كل متاعب الدنيا وعناءها، وجاءت إليه لحظات السعادة الأبدية السرمدية التي ينتظرها كل مؤمن مجاهد صابر محتسب .
نسأل الله تعالى أن يلحقنا به على خير غير مبدلين ولا مغيرين، وأن لايفتنا بعده ،وألا يحرمنا اجره ، اللهم آمين .

الجمعة، ٤ أبريل ٢٠٠٨

12 الفا يشيعون جنازة الشيخ ماهر عقل

شيَّع نحو 12 ألفًا من إخوان وأهالي كفر صقر والشرقية اليوم الجمعة 4/4/2008 م جثمانَ الراحل الشيخ ماهر عقل (عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين) رحمه الله- وسط مشاركةٍ كبيرةٍ من قيادات الإخوان وأعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان بمجلس الشعب، وعددٍ من نواب مجلس الشعب، إضافةً إلى الدكتور علي مصيلحي (وزير التضامن الاجتماعي)
صلَّت جموعُ المشيعين العصرَ بمسجد السلام بمدينة كفر صقر، وأعقبها صلاة الجنازة على الفقيد، وأمَّ المصلين د. محمود عزت (الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين) ودعا له بالرحمة والمغفرة.
وتحرَّكت الجنازةُ وسط حزنٍ ومشاعر جارفةٍ إلى مقابر قرية الفقيد "أبو حريز"، ليوارى جثمانه الطاهر الثرى.
ونقل د. محمود عزت تعازيَ فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين إلى الحضور، وتحدث الشيخ سيد عسكر (عضو الكتلة ورفيق الفقيد في الدرب والمجلس)، عن مواقف من حياة المرحوم.
وقال الحاج علي متولي (أحد قيادات الإخوان بالشرقية): إننا نودع اليوم عالمًا من طرازٍ فريد، قلَّما يجود بمثله في هذا الزمان، وتعالت أصواتُ الحضور بالنحيب، خاصةً مع الدعاء له عند مواراته الثرى.

الشيخ ماهر عقل في ذمة الله

وترجل الفارس ....الشيخ ماهر عقل، الذي كانت له صولاتٌ وجولات، شهد بها أهالي دائرته من خلال خدماته لهم، والعمل على قضاء حوائجهم، والاحتفال معهم بالمناسبات الدينية والاجتماعية।
كما كانت مضابط البرلمان خير شاهدٍ على جهوده بالبرلمان، فدافع عن مناهج التعليم، وتصدى لتدريس العبرية في مناهجنا، وكان من أشد المعارضين لانتهاكات حقوق الإنسان، وتزوير انتخابات الجامعات والمحليات والشورى، وانتقد بشدة إحالة مرشحي المحليات لأعمال إدارية، وتصدَّى للتطاول على أئمة المساجد، ومحاولة عرقله دورهم الدعوي
.

الى رحمة الله ايها العالم المجاهد


فضيلة الشيخ / ماهر عقل عضو مجلس الشعب عن دائرة كفر صقر فى ذمة الله تعالى


الأحد، ١٦ مارس ٢٠٠٨

نظام يسير نحو الهاوية


نظام يسير نحو الهاوية
بقلم :-صلاح سويلم شنان


منذ أن بدأ فتح باب قبول أوراق المرشحين لخوض انتخابات المحليات في شهر إبريل المقبل من العام 2008م
والذى بدأيوم 3 مارس 2008م وحتى اليوم وأنا في حالة من الذهول والدهشة والعجب مما يحدث فى هذا الوطن ولهذا الوطن ,
إذ لم أكن أتصور أبدا أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة من الإستبداد والإستهتار بالإنسان في هذا الوطن،
لقد تعودنا من هذا النظام التزوير الفج فى أى انتخابات بأساليب قذرة وملتوية,
بدءا من تسويد الأوراق والتلاعب في كشوف الناخبين من شطب لأسماء وتقييد لأسماء أخرى لم تكن موجودة على قيد الحياة,
وعدم وجود أى ضمانات لنزاهة الإنتخابات وءاخرها إلغاء الإشراف القضائي على الإنتخابات ,
وزاد على ذلك كله أن يمنع الناخبين من الوصول إلى صناديق الإقتراع ليدلوا بأصواتهم حيث تحاصر قوى الأمن المقار الإنتخابية فتمنع وصول أى أحد إلى اللجان ,
وكانت تجربة انتخابات الشورى الأخيرة لخير دليل على تزوير إرادة الشعب بصورة تسىء إلى مصر من كل النواحى ,
ثم جاءت انتخابات المحليات لعام 2008م لتضع لنا أساليب جديدة وفاضحة فى تاريخ تزوير إرادة الجماهير،
والإستمرار في الإستبداد والفساد الذي (وصل إلى حد الركب ) كما وصف ذلك كبير لهم _والفساد فى الحقيقة فى الآونة الأخيرة تعدى (الركب )بمراحل كثيرة-
ومن هذه الأساليب الفاضحة
*عدم استكمال أوراق المرشحين

حتى يتقدم المرشح إلى لجنة الإنتخابات لابد من استكمال أوراقه ومستنداته ليتم قبوله كمرشح ,
واستكمال الأوراق يتطلب أن يذهب المرشح بنفسه لعدة جهات إدارية لاستخراج جميع أوراقه ,
فكانت الأوامر الصادرة إلى كل الإدارات والمؤسسات بعدم استخراج أى أوراق تخص المرشحين ووضع عراقيل وعقبات أمامهم حتى تعوقهم عن التقدم للترشيح,
وإذا استطاع المرشح أن يحصل على بعض أوراقه ,
وأراد استخراج البطاقة الحمراء والتى يتم استخراجها من مراكز الشرطة يستقبله هناك مخبر أمن الدولة ,
والذي يهدد ويتوعد ولا يستطيع المرشح أن يحصل على البطاقة الا بصعوبة بالغة (هذا ان حصل عليها ) .

ويأتى بعد ذلك كله استخراج صحيفة الحالة الجنائية والتى أيضا يلاقى المرشح فى سبيل استخراجها صعوبات جمة وتخرج بصعوبة وطبعا كل ذلك من خلال أمن الدولة .
*لجان لا يوجد فيها أحد إلا مخبروا أمن الدولة وبلطجية الحزب الوطنى
وكنا نظن أنه بمجرد استخراج الأوراق واستكمالها لم يكن أمام لجنة الإنتخابات إلا قبول الأوراق طالما أنها مستكملة
ولكن فوجئنا بكل جديد , فما هو الجديد ؟
لجنة الإنتخابات محاصرة من كل جهة ببلطجية الحزب الوطنى ومخبرى أمن الدولة وضف إلى كل ذلك بلطجيات الحزب الوطنى (حتى يكون للمرأة دور فى الحزب الوطنى ويثبت للجميع أن المرأة لابد وأن تشارك في العملية السياسية ).
ويستقبل كل مرشح فى لجنة الإنتخابات مخبروا أمن الدولة الذين يقفون على الأبواب وكأن الدولة أصبحت في أيديهم مائة في المائة –وهى كذلك بالفعل -- وهم الذين يديرون العملية الإنتخابية من الإلف إلى الياء (حتى بالنسبة للحزب الوطنى نفسه )
وإذا استطاع المرشح أن يخترق كل هذه الحواجز فإنه يفاجىء بأنه لا يوجد أحد داخل اللجان لاستقباله ,
أين اللجنة ؟ وأين رئيسها ؟ اختفوا أين ؟ لا ندرى .
وكان واضحا أن هناك تنسيق أمنى بين اللجان والأجهزة الأمنية
*قرارات عبثية من السيد المحافظ
واستكملت هذه المسرحية العبثية بقرار من السيد المحافظ يلزم كل مرشح بدفع مبلغ ألف جنيه لإزالة وسائل الدعاية .

وبعد كل هذاالعبث والتهريج لم تقبل أوراق أى مرشح ممن تقدموا باوراقهم ,
فلجأوا إلى القضاء لينصفهم وكان الحكم القضائى فى صالحهم ليلزم لجنة الانتخابات بإدراج أسمائهم في كشوف المرشحين ,
ولكن لم تستجب لجنة الإنتخابات للحكم القضائي وكان شيئا لم يكن .
(وعدم تنفيذ الأحكام القضائية من قبل الأجهزة التنفيذية أمر ينذر بالخطر إذ إنه في هذه الحالة لا قيمة للدولة التي يمثل القضاء فيها إحدى السلطات الثلاثة التي تمثل أركان الدولة الحديثة ).
لقد قلت لكم فى البداية أن النظام يفاجئنا بكل جديد, وعنده من القدرة على الإبداع والإبتكار في أساليب التزوير ما يجعله يتفوق عل كل دول العالم المتخلفة والبدائية والتى تصر على تخلفها وبداءيتها .
على حد علمى أنه لم توجد دولة من دول العالم الآن تستخدم هذا الأسلوب الفج والفاضح والمتبجح ,
لكننا نثبت للعالم أننا وحدنا ودون غيرنا لنا حق الملكية فى هذا الأمر لا ينازعنا فى هذا الامر الا كل دولة وكل نظام عنده شىء من الديمقراطية ,أو حتى شىء من الحياء.

*الخوف من الانتخابات
وإذا كان النظام ترتعد فرائصه من الإنتخابات بهذا الشكل فلماذا يجريها ويعلن عنها ؟
إذا كانت ستسبب له هذا الحجم من الفضائح لماذا يصر على اجرائها ؟ وعنده من الأسباب (الغير مبررة طبعا ) ما يجعله يؤجلها اكثر من مرة ,(اللهم إلا إذا كان النظام يريد أن يبعث برسالة إلى الشعب مفادها أنه لا أمل في الإصلاح وأن الوضع القائم هو أفضل الأوضاع وأن على الشعب أن ييأس من المطالبة بالإصلاح والتغيير وتستمر الثلة المفسدة في إفسادها )
وخاصة أن السبب الذي بسببه أجلت انتخابات المحليات مازال قائما وهو إعداد قانون المحليات الجديد ‘
لقد أثبتت هذه المسرحية العبثية والتى كادت ان تسدل ستائرها على كل قبيح ومحزن ,
أننا أمام نظام لا يريد الخير لهذا البلد ويصر علىالإستمرار فى فساده واستبداده وامتهانه لكرامة المواطن المصرى والاستخفاف به وبحقوقه المنهوبة من قبل ثلة من المفسدين والمستفيدين من هذا الفساد الذى زكم الأنوف .
*تبجح وتبلد
لا أتصور كيف سيقف هذا النظام أمام الشعب ليعلن عن فوز الحزب الوطنى بأغلبية مطلقة أو بالتزكية بدون خجل وبدون حياء من الشعب؟ .
لا أتصور كيف سيعلن عن خسارة المعارضة وعدم فوزها باى مقعد من المقاعد ؟
كيف سيخدع الشعب ويستمر فى خداعه والى متى ؟ الااذا كان متبجحا ومتبلدا .
*نهاية قريبة
يبدوا أن هذا النظام يقترب من نهايته وبسرعة لم نكن نتوقعها باستخدامه هذه الأساليب واستمراره عليها ,
وحسنا فعلت المعارضة حينما أعلنت عن مشاركتها فى انتخابات المحليات لتزيد الأمر جلاء أمام أعين الناس ,
وتبدوا للجميع حقيقة هذا النظام العبثى والهمجى .
كنت أتساءل إلى أين يسير هذا النظام بهذا الوطن ؟وماذا يريد من هذا الشعب ؟
فجاءت انتخابات المحليات لتجيب عن هذا السؤال بكل صراحة ووضوح ,
يسير هذا النظام الى الهاوية وبسرعة مذهلة ( وان غدا لناظره قريب )

الأحد، ٢٧ يناير ٢٠٠٨

حصار غزة بين المحنة والمنحة

حصار غزة بين المحنة والمنحة
بقلم :- صلاح سويلم شنان

برغم الألم الذي يعتصر القلوب، والحزن الذي يملؤها بسبب ما يحدث لأحبابنا في غزة من حصار ظالم وجبان من قبل أعداء الإنسانية من الصهاينة والأمريكان .
يفرض هذا الحصار على إخواننا في غزة بسبب اختيارهم لمشروع الممانعة والمقاومة، وانحيازهم للمشروع الإسلامي الذي يحقق العزة والكرامة لهذه الأمة، ويسترد كل الحقوق المسلوبة والمغتصبة من قبل أعداء الأمة على اختلاف مشاربهم .
اختار الشعب الفلسطيني في غزة - بحريته وإرادته - حركة المقاومة الإسلامية حماس ، لأنها تمثل هذا المشروع .
ولأنها برهنت على صدق تبنيها لهذا المشروع بتقديمها للشهداء، وتضحيتها العجيبة، وصمودها المذهل في وجه العدو الصهيوني الغاشم ،ومقاومتها الباسلة والتي أذهلت أعداء الله تعالى.
ولهذا انحاز إليها الشعب وأيدها دون سواها من حركات ومنظمات باعت القضية الفلسطينية ،وفرطت في الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني ،واختارت مشروع الاستسلام والتنازل عن كل الحقوق، مقابل سحق المقاومة وكل من يساندها .
نعم انحاز الشعب الفلسطيني إلى مشروع المقاومة والممانعة،
فكان لابد أن يعاقب حتى لا يعود إلى مثلها أبدا، ويرضى بالذل والهوان ويتنازل عن حقوقه وثوابته التي ضحى من أجلها منذ مئات السنين .
فرض هذا الحصار من قبل الصهاينة والأمريكان وكل أعداء الأمة وكل من يريد أن يركعها ويخضعها ويذلها،
ولو أن الحصار فرض فقط من هؤلاء لكان الأمر هينا ،ولكن أيضا استجاب للسادة الصهاينة والأمريكان –سادة الأذلاء والنذلاء والخونة والعملاء --- كل عميل وخائن ، فكان الحصار عالميا يمارسه العالم كله بقيادة أمريكا والصهاينة،
واشتد الحصار على الأحبة في غزة وبلغ الظلم مداه،
ولم يتحرك المجتمع الدولي، ولا العربي ولا الإسلامي ، مات الضمير، وماتت القلوب ،ونظروا بعين جامدة وقلب قاسى إلى الضحية وهى تذبح أمام أعينهم ولم يتحرك ساكن ،
حتى الدول العربية والإسلامية لم تتحرك فيها النخوة وتنصر أبنائها في غزة ،

ورغم هذه الشدة وهذا الكرب وجدنا من الأحبة في غزة عجبا ،
وجدنا صبرا عجيبا في مواجهة المحن، وثباتا على الحق ، وتضحية بالنفس والنفيس والمال والولد، واحتساب كل هذا عند الله تعالى - الذي لا يضيع اجر الصابرين المحتسبين، ولا يتخلى أبدا عن أولياءه ولا يتركهم وحدهم في مواجهة أعداءه ،
فإذا بالحصار الظالم والجبان والذي كانت ومازالت له آثاره المدمرة والسيئة يجنى من خلفه الفلسطينيون الفوائد.
وهذه الفوائد ليست قاصرة على الأحبة في غزة وحدها ولكن أيضا استفادة الأمة
وإليكم يعض فوائد الحصار :-

* 1- إيقاظ الأمة
حاول أعداء الأمة منذ زمن بعيد أن يبعدوا أبناء الأمة عن همومها وآلامها وقضاياها الكبرى ،
لكنهم بفضل الله لم ولن يفلحوا أبدا بفضل الله تعالى أولا
ثم بمثل هذه الأحداث (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
(ومكروا مكرا ومكرنا مكرا فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين )
لاحظنا هذا من خلال المظاهرات والوقفات التي نددت بهذا الحصار، وخرجت تعبر عن غضبها وألمها وعدم رضاها عما يحدث لإخوانهم في غزة، وتعاطفهم معهم، ومنددة أيضا بموقف الحكام المخزي ووقوفهم مكتوفي الأيدي إزاء ما يحدث لأهلنا في غزة ،وهم في نفس الوقت يمدون كل جسور الحب والمودة إلى العدو الذي يمارس هذا الحصار الظالم،
مظاهرات ومسيرات اجتاحت العالم الإسلامي كله مستنكرة ما يحدث ،
وبهذا نجد أن حصار غزة قد ساهم في إيقاظ الأمة من غفلتها، وساهم في إحيائها
2- احياء القضية الفلسطينية فى النفوس
القضية الفلسطينية هي قضية الأمة الكبرى والمحورية والمصيرية، وإحياءها في نفوس أبناء الأمة واجب متحتم على الجميع من علماء ودعاة وغيرهم ،
فجاء الحصار وساهم في إحياء القضية الفلسطينية في النفوس، وأنها هي القضية التي تجتمع عليها كل طوائف الأمة وشرائحها برغم اختلافاتهم الفكرية وانتماءاتهم الحزبية ،
إلا أن القضية الفلسطينية توحد أبناء الأمة في مواجهة العدو الحقيقي وهو الصهيونية العالمية والإمبريالية الأمريكية،
وفى مظاهرة التحرير التي شارك فيها الإخوان المسلمون وكافة القوى السياسية لخير دليل على ذلك .
3- *إحياء روح الجهاد والمقاومة لدى أبناء الأمة
الجهاد هو السبيل الوحيد لاسترداد الحقوق وتحقيق العزة والكرامة لهذه الأمة ، وإذا تخلت الأمة عن هذه الفريضة الماضية إلى يوم القيامة أذلها الله (وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا ) كما قال الحبيب (صلى الله عليه وسلم ) .
فكان حصار غزة سبب فى توعية الأمة وإحياء روح الجهاد في النفوس،
وخاصة الجهاد بالنفس والذي يضرب لنا المثل فيه أبناء حماس الأبطال الصامدين،
والجهاد بالمال ، وكان هذا واضحا وجليا من كل أبناء الأمة رجالا ونساء أطفالا وشيوخا ،
وخاصة عندما فتح معبر رفح واقتحمه الفلسطينيون ،
ورأينا حجم المساعدات التي قدمها أبناء الأمة لإخوانهم في غزة،
وكم كانت الفرحة والبسمة مرسومة على الوجوه، حينما زالت الحواجز بين أبناء الأمة، وكيف استقبل الأحباب إخوانهم، وكيف مدوا لهم يد العون ،
واقتناع الشعوب العربية والإسلامية أن مشروع المقاومة والممانعة هو الطريق الوحيد ولا طريق غيره ،مهما حاول المخادعون أن يخدعوهم أو يبعدوهم عن هذا الطريق،
ويقنعوهم بطريق المفاوضات وما يسمى بالحل السلمي وغيرها من هذه الترهات التي ما جنت الأمة من وراءها الا الذل والهوان ،
فضح المنافقين والعملاء
عند الشدة والابتلاءات تتضح معادن الناس، فيظهر الخبيث من الطيب، وهذا من فوائد الابتلاءات.
قال تعالى (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم )
الحصار بين للشعوب الإسلامية من هو معها ومع آمالها وطموحاتها ، ومن هو الذي ينحاز لها ضد أعداءها، ومن هو ضد مصالحها وضد أبناءها،
من هو الذي مد يد العون للأحبة فى ارض الرباط ، ومن هو الذي ساعد في تجويعهم ،
ففضح الحصار المنافقين والخونة والعملاء .

*الثبات على الحق طريق النصر
لم يتوقع احد من المحاصرين ولا غيرهم من أين يأتي الفرج ومن أين يأتي اليسر ،
المؤمنون والمجاهدون الصابرون المحتسبون يوقنون به لكنهم لا يتوقعون من أين ياتى،
جاء الفرج واليسر من حيث لا نحتسب ولا نتوقع ،
وكان هذا نتيجة للصبر والثبات على الحق والمبدأ، والتمسك بكامل الحقوق، وعدم التفريط فيها ،
رأينا هذا أثناء رحلة الحج ذهابا وإيابا، وأخيرا عندما اقتحم الفلسطينيون معبر رفح ،
وسمح المصريون بعبورهم إلى الأراضي المصرية والتقى الأحبة بعضهم مع بعض،
ولعلها تكون البداية إن شاء الله لأمر أفضل يريده الله تعالى للأحبة في أرض فلسطين ،

وبعد كل هذا لابد وان ندرك ونعلم علم اليقين أن النصر مع الصبر، وان الفرج مع الكرب، وان بعد العسر يسرا .
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )

السبت، ١٢ يناير ٢٠٠٨

الهجرة وخطوات النبى(صلى الله عليه وسلم) نحو إقامة الدولة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين
أما بعد:-
هجرة النبي (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة في العام الثالث عشر من البعثة كانت بمثابة إعلان وقيام دولة الإسلام التي سعى الرسول(صلى الله عليه وسلم)وأصحابه رضوان الله عز وجل عليهم لتأسيسها وقيامها .
وكانت الهجرة إلى المدينة خطوة كبيرة ومهمة في تاريخ الدعوة الإسلامية سبقتها خطوات لاتقل عنها أهمية
بل هي تأسيسا لها ،
والهجرة مرحلة مهمة سبقتها مراحل تجاوزها النبي (صلى الله عليه وسلم)
فما كان للنبي (صلى الله عليه وسلم) أن يهاجر قبل أن يحقق هذه الخطوات وينجز هذه المراحل ،
ونحن إذ نسعى في هذه المرحلة لتأسيس الدولة الإسلامية والتي هي بطبيعتها مدنية إقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم)،
لابد وأن نتعرف على بعض الأسس والقواعد التي أسس لها الحبيب (صلى الله عليه وسلم) والتي ربى عليها أصحابه رضوان الله عليهم .
ومن هذه الأسس
أولا :-عالمية الرسالة والدعوة
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) (0تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا )
فالرسالة والدعوة عالمية أعلنها الرسول (صلى الله عليه وسلم )من أول يوم صدح فيه بالدعوة ،
فلم تكن رسالته (صلى الله عليه وسلم)قطرية أو إقليمية وإنما للعالم أجمع بل تعدت إلى عالم الجن (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرءان فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين )
وهذه الرسالة العالمية تتميز بالشمولية فكان لابد من توضيح الأساس الثاني وهو
ثانيا :- شمولية الاسلام
وان الإسلام جاء لينظم كل مناحي الحياة فهو (نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعًا فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادة وثروة أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء)

ولن تتحقق هذه المعاني في دنيا الناس وواقع الحياة إلا إذا آمنت بها مجموعة من البشر وحولتها إلى سلوك وواقع معاش ،
ثالثا :-فكان الاساس الثالث والمهم وهو بناء الانسان
وصياغته صياغة ربانية ، وكما يقولون (الانسان قبل البنيان )
فقبل أن يفكر الرسول (صلى الله عليه وسلم)في بناء الدولة كان تفكيره الأهم في بناء الإنسان الذي يستطيع أن يحمل الفكرة ويؤمن بها ويتحرك بها ويدعو إليها ويصبر على تبليغها ويضحى في سبيلها بكل ما يملك من نفس ونفيس لأنها عنده أغلى ما يملك ،
واستمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في تربية ذلك الإنسان وإعداده قرابة الثلاث عشرة سنة ،
واستطاع الرسول (صلى الله عليه وسلم)أن يصوغ ويربى هذا الإنسان، ووجدت النماذج العظيمة في تاريخ الإسلام من أمثال أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، ومصعب بن عمير ، وصهيب الرومي ، والقعقاع بن عمرو ، وغيرهم وغيرهم (رضي الله عنهم أجمعين )
وهذا الجيل الرباني الذي صيغ هذه الصياغة الربانية العالية أدرك منذ البداية طبيعة الطريق وانه طريق الابتلاءات والمحن وهذا ما وضحه وبينه مؤسس الدولة الإسلامية الأولى رسولنا الحبيب (صلى الله عليه وسلم)

رابعا :-الأساس الرابع الوضوح
يقول تعالى (الم احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين )
يقول الشهيد سيد قطب –رحمه الله (إن الإيمان ليس كلمة تقال إنما هو حقيقة ذات تكاليف ; وأمانة ذات أعباء ; وجهاد يحتاج إلى صبر , وجهد يحتاج إلى احتمال . فلا يكفي أن يقول الناس:آمنا . وهم لا يتركون لهذه الدعوى , حتى يتعرضوا للفتنة فيثبتوا عليها ويخرجوا منها صافية عناصرهم خالصة قلوبهم . كما تفتن النار الذهب لتفصل بينه وبين العناصر الرخيصة العالقة به )
هذا ما ربى عليه رسولنا (صلى الله عليه وسلم) أصحابه
يأتيه خباب بن الأرت رضي الله عنه فيشتكى له شدة التعذيب والبلاء الذي وقع عليه فيقول رضي الله عنه ( شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد ببرد له في ظل الكعبة، فقلنا: يا رسول الله، ألا تستنصر لنا..؟؟فجلس(صلى الله عليه وسلم)، وقد احمرّ وجهه وقال:قد كان من قبلكم يؤخذ منهم الرجل، فيحفر له في الأرض، ثم يجاء بمنشار، فيجعل فوق رأسه، ما يصرفه ذلك عن دينه..!!وليتمّنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخشى الله الله عز وجل، والذئب على غنمه، ولكنكم تعجلون"..!!)
الأمر الآخر والمهم والذي أرساه الرسول (صلى الله عليه وسلم )في نفوس أصحابة رضوان الله عليهم ، التجرد والتضحية

خامسا :-الأساس الخامس التجرد والتضحية
لقد ربى الرسول (صلى الله عليه وسلم )جيل الصحابة رضوان الله عليهم على التجرد لهذه العقيدة، والتضحية في سبيلها وعدم النظر لأى مغنم أو مطمع دنيوي أو حظ من حظوظ النفس، وكما يقول الشهيد سيد قطب - رحمه الله تعالى- (فخلت نفوسهم من حظوظ نفوسهم ) ولم يخدعهم الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولم يمنهم أمنيات زائفة، وإنما كان جل ما يقويهم به ويصبرهم به هو أن يقول لهم (صبرا فان موعدكم الجنة ) قالها (صلى الله عليه وسلم) لأسرة عمار بن ياسر (رضي الله عنهم أجمعين ) وهم تحت وطأة التعذيب وشدته ، فصبروا وتحملوا العذاب متجردين لله تعالى مضحين بكل ما يملكون مستعذبين هذا العذاب طالما انه يحقق رضا الله تعالى،
ونماذج التضحية في جيل الصحابة رضوان الله عليهم لا تحصى ولا تعد وكل واحد منهم يعد مثالا يحتذي به ويقتدي في التجرد والتضحية،

وبعد أن صاغ الرسول ( صلى الله عليه وسلم) هذا الجيل هذه الصياغة الربانية ورباهم على هذه المعاني الطيبة
واعدهم لهذه المهمة الجليلة --مهمة إقامة الدولة الإسلامية الاولى –
تحرك الرسول( صلى الله عليه وسلم ) لإتمام هذه المهمة واختيار المكان المناسب ليشهد ميلاد دولة الإسلام الأولى
فكان التخطيط للهجرة
وهذا يحتاج إلى مقال آخر آن شاء الله تعالى .
.صيحة حق © 2008 | تصميم وتطوير حسن