خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1432هجرية

الجمعة، ١٧ أكتوبر ٢٠٠٨

الأزمة الإقتصادية العالمية , وبشائر سقوط الحضارة الغربية

الأزمة الإقتصادية العالمية , وبشائر سقوط الحضارة الغربية
بقلم :- صلاح سويلم شنان*
كان حلما لذيذا وساذجا راود المفكر اليابانى الاصل الامريكى الجنسية حينما كتب كتابه الشهير نهاية التاريخ
0
وكان كتابه ذلك فكرة مقال طورها الى نظرية, وانتجها فى كتاب أحدث ضجة هائلة وقت صدوره ,
وكانت هذه النظرية التى تبناها تتلخص فى :-سيادة الديمقراطية الغربية وهيمنتها على كل الايديولوجيات .
وأراد الله تعالى له ولكل الحالمين مثله والذين يعيشون داخل أوهامهم المبنية على السراب ,
ان يستفيقوا من أحلامهم مبكرا , وأن يروا بداية سقوط الحضارة الغربية رأى العين ,وبما لايدع مجالا للشك
أنها ليست هى الايديولوجية التى ستسود وينتهى عندها التاريخ كما كانوا يحلمون، أو يتوقف العقل البشرى عن التفكير.
ومبشرات سقوط الحضارة الغربية قد تبدت منذ زمن بعيد ومنذ فترة كبيرة ،لكنها لم تكن واضحة وضوح اليوم إلا لأولى الالباب ،واصحاب البصائر النافذة ، الذين يفهمون ويستوعبون أسباب نهوض الامم , وأسباب سقوطها وأسباب قوتها واسباب ضعفها .
بل ومنذ فترة كبيرة وفكرة موت الغرب واحتضاره تسيطر على عقول الكثير من مفكريهم ,وأولى النهى منهم .
فقد كتب من قبل كاتب منهم ,ومن أشهرهم , وهو باتريك بوكانن – الذي كان مستشاراً لثلاثة رؤساء أميركيين و كان ايضا مرشحا لرئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة سنوات 1992 و 1996—ومن هنا تأتى اهمية الكتاب –
- في كتابه «موت الغرب» The Death Of the West" " مايشير الى ان الغرب يتجه وبقوة نحو الموت والنهاية من خلال مؤشرات منها :- انخفاض معدلات المواليد ،وذوبان العائلة واندثارها كوحدة اجتماعية، وعزوف النساء عن الحياة الطبيعية التقليدية مثل الزواج وانجاب الاطفال ورعايتهم،وعزوف الشباب عن مؤسسة الزواج، وشيوع الجنس واللواط والحماية القانونية لهذه النزعات غير السوية، يقابل هذا نمو المجتمعات في العالم الثالث وخاصة الاسلامي حجما وكيانا ،وهجرة العرب والمسلمين الى ديار الغرب وتشكيلهم كينونة ثقافية مغايرة للكينونة الغربية ومتحديه لها ’ وغشيان العرب والمسلمين في ديار الغرب لمجالات الاعلام والسياسة والنقابات وممارسة دورهم بروح رسالية خاصة بعد سبتمبر اليفن.وهى مؤشرات وبدايات حقيقية لموت الغرب انطق الله بها لسان واحد منهم ومن كبرائهم .
وهذه كلها أمور يفهمها العقل المسلم ويستوعبها جيدا،
فقديما قال جعفر بن أبى طالب – رضى الله عنه –
حينما التقى الجيش المسلم مع الجش الرومى بيتا من الشعر دل على وعى العقل المسلم بالعوامل التى تؤدى الى انهيار الامم وسقوطها وتعجيل السقوط قال فيه :-
يا حبذا الجنة واقترابها

طيبة وبارد شرابها
والروم روم قد دنا عذابها

كافرة بعيدة أنسابها
علي إن لاقيتها ضرابها

وهو بهذا البيت يشير الى انهيار الحضارة الرومانية فى الجانب الأخلاقى ،والتفكك الأسرى والقيم الاجتماعية .

وعوامل الانهيار الاخلاقية والاجتماعية تنخر فى عظام الحضارة الغربية منذ امد بعيد, ويتكلم بها القاصى والدانى.
ولم يتوقع أحد ابدا ان تؤتى أمريكا والحضارة الغربية من قبل اقتصادها فى يوم من الايام,
وإنما هذا قانون ربانى (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا)
واراد الله تعالى ان تكون بداية الإنهيار من حيث لم يحتسبوا ، ومن حيث هم يفتخروا ويتيهوا على العالم باقتصادهم .
وكما يقول ربنا تبارك وتعالى " قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون "
وبهذا الإنهيار الإقتصادى المدمر- إن شاء الله-
والذى لن تجدى معه أى وسائل لتداركه أو انقاذه ،يسقط الحلم الأمريكى فى هيمنته على العالم ،وسيطرته عليه من خلال قوته الاقتصادية التى بدأت فى التردى والانحدار بدون عودة-إن شاء الله -.
وكذلك من خلال قوته العسكرية التى لن تجدى معه , ولن تساعد فى انقاذه من وهدته الحالية -بإذن الله -
وبهذا الإنهيار الإقتصادى المفاجىء
يستفيق العالم كله بأجمع ويكتشف زيف هذا النظام الرأسمالى وفشله فى أن يصبح هو النظام العالمى ،
ويستيقظ أولئك الذين يسيرون خلف الغرب حذو القذة بالقذة شبرا بشبر وذراع بذراع ،
وكذلك يتوارى كل من ينادى بعظمة الحضارة الغربية ،وخاصة فى بلادنا الأسلامية من العلمانيين والمنافقين ومن على شاكلتهم .
وفى النهاية يبدوا أن نهاية التريخ وإن كانت حلما ساذجا لفوكوياما ،
فإنها بالنسبة لنا نحن المسلمين حقيقة ويقين، إذ ان النظام الذى سيظهره الله على العالمين هو النظام الإسلامى .
ويبدوا أن فشل الشيوعية من قبل ، وبداية سقوط الحضارة الغربية ، يمهدان الطريق لاستقبال الحضارة الإسلامية .
وصدق الله تعالى إذ يقول
" هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون "
---------------------------------------------------------------------------------1---------------------
* صاحب مدونة:- صيحة حق
http://salahshnan70.blogspot.com/
http://salahshnan70.maktoobblog.com/

الاثنين، ٦ أكتوبر ٢٠٠٨

العبادة فى رمضان وغيره من الشهور ما الفرق ؟

العبادة فى رمضان وغيره من الشهور ما الفرق ؟
بقلم :-صلاح سويلم شنان
هل هناك فرق بين العبادة فى رمضان, والعبادة فى غيره من الشهور ؟
ماهو سر إقبال الناس على الله تعالى ، وعلى عبادته, والتقرب إليه بصورة مختلفة عن غيره من شهور العام ؟
فإذا دخل رمضان ازدحمت المساجد بالمصلين, وذلك فى الصلوات الخمس, وحافظ الناس على صلاة الجماعة ,وانتظم عدد كبير منهم فى صلاة الفجر ، وكذلك صلاة القيام .
وأيضا يقبل الناس على قراءة القرءان ويتنافسون فى ذلك تنافسا عظيما, فمنهم من يقرأ القرءان مرة ,ومنهم من يقرأ أكثر من ذلك .
وتسارع الناس مسارعة غير عادية فى فعل الخيرات, وعمل الطاعات المتنوعة والمتعددة مابين إنفاق فى وجوه الخير ،
وصلة الارحام ,واحسان الى الجيران ,وتعاطف مع مآسى المسلمين ومايحدث لهم فى شتى بقاع الارض .
تسامح، وتغافر ،وبسمة على الشفاة غابت عن مجتمعاتنا كثيرا، وتعاطف قلما ان تجده فى غير رمضان .
هذه الصورة ليست بمستغربة بل هى أمر طبيعى لابد وأن يحدث .
وكيف لا ؟ والله تعالى قد هىء هذا الشهر تهيئة جعلته مختلفا عن سائر الشهور .
ففى شهر رمضان تصفد الشياطين، وتفتح ابواب الجنان فلم يغلق منها باب، وتغلق ابواب جهنم فلم يفتح منها باب ،
وينادى مناد ياباغى الخير أقبل, وياباغى الشر أقصر ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء ، وغلقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين ) رواه البخارى وفى رواية (فتحت أبواب الجنة)
وفيه ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر, ومن صامه إيمانا واحتسابا غفرله ماتقدم من ذنبه ,وكذلك من قامه ،
ومن قام ليلة القدر فيه غفر له ماتقدم من ذنبه ،
قال (صلى الله عليه وسلم ):-(من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )
وقال Lمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
هذه التهيئة ،و هذه المحفزات , وهذا الخير, وهذه الفيوضات الربانية العظيمة، وهذا العطاء الربانى الذى لاحدود له،
يغرى العباد ،ويجعلهم يقبلون على الله تعالى هذا الاقبال يرجون رحمته وثوابه وعظيم اجره ،ويتعرضون لنفحاته سبحانه وتعالى .
فلا غرو إذن فى أن يقبل الناس على العبادة فى رمضان أكثر ممايقبلوا عليها فى غيره من الشهور .
قد نجد بعد رمضان أحبتنا الدعاة الى الله تعالى يعيبون على الناس ذلك ويلومونهم لوما شديدا,
ويقرعونهم بمزيد من أساليب الزجر والترهيب بسبب عدم استمرارهم فى العبادة بنفس ما كانوا عليه فى رمضان ،
ونقوللإحبتنا الدعاة الى الله تعالى:- رفقا بأنفسكم وبالناس فأنكم مهما فعلتم فلن يكون الوضع هو نفس الوضع ,ولا الحال نفس الحال , وإنما لابد وأن يكون هناك فرق .
لايعنى هذا بالطبع ان يعبد الناس ربهم فى رمضان ويتركوا العبادة فى غيره من الشهور ,وإنما
لابد من الاقرار والاعتراف بأن رمضان يختلف عن غيره

.صيحة حق © 2008 | تصميم وتطوير حسن