خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1432هجرية

الاثنين، ٢١ مارس ٢٠١١

نتيجة الإستفتاء ودلالاته

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وسلم )

في أول تجربة ديمقراطية حقيقية فى مصر ،لم تشهدها البلاد طوال مسيرتها التاريخية من قبل خرج المصريون فى سابقة لا مثيل لها لتحديد مستقبلهم واختيار شكل دولتهم التي يطمحون إلى بناءها

مشهد مهيب وأداء رائع من كل أطياف الشعب المصري وألوانه واتجاهاته بدا الجميع حريص كل الحرص على إنجاح هذه التجربة الرائعة وليثبت للعالم كله أن الحكم الدكتاتوري أخره كثيرا عن اللحاق بركب الدول المتقدمة

وأنه شعب ناضج واع راق حال بينه وبين الأداء الديمقراطي تلك الشرذمة المجرمة الغبية التي تحكمه وتتحكم فيه وتصر على تجهيله وتغييبه وتشويه صورته النقية الرائعة التي فوجئ بها العالم بعد ثورة 25 يناير

كان الإستفتاء على تعديل بعض مواد الدستور مثار جدل بين فريقين قبل إجراء الإستفتاء ،فريق مؤيد لهذه التعديلات وله أسبابه ومبرراته والتى يتبناها أيضا فقهاء فى الدستور والقانون يفخر كل مصري بهم وبعلمهم

والفريق الثاني الرافض لهذه التعديلات وله أيضا حجته القوية ومبرراته والتي يتبناها أيضا فقهاء فى الدستور والقانون يشهد الجميع بكفاءتهم وعلمهم

وكان صندوق الاقتراع هو الفيصل بين الفريقين

احتكم الفريقان إلى صندوق الاقتراع وقالوا (فليقل الشعب كلمته )ويعبر عن إرادته والجميع يحترم هذه الإرادة ويرضى بها

فكان هذا العرس الديمقراطي الرائع والأداء الراقي والملايين الهادرة والتي أذهلت العالم من قبل في ميدان التحرير

ولأول مرة في تاريخ مصر يخرج هذا العدد ليعبر عن إرادته وهو على علم ويقين واطمئنان كامل أن صوته الآن أصبح له قيمة وأنه سيؤثر فى بناء دولته الحديثة

لقد شاهدتهم بكل أطيافهم وألونهم يقفون في طابور واحد والابتسامة لم تفارق شفاههم والكلمة الطيبة هى السائدة بينهم

الحب والتعاون واحترام الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير ونظام حرص عليه كل مصرى يحب بلده ويقدم مصلحته على أي مصلحة أخرى

فهذه امرأة عجوز تأخذ بيدها فتاة فى مقتبل عمرها حتى تمكنها من أداء واجبها ،وهذا شيخ كبير جاء من على بعد يتعثر فى خطواته فيتسابق إليه الشباب حتى يأخذوا بيده ويفسحوا له الطريق حتى تكون له الأولوية فى الإدلاء بصوته دون ضجر أو ضيق من الآخرين

هذا مسلم يقف خلفه وأمامه مسيحي وهذا من الإخوان يقف وراءه ناصري وأمامه يساري أو وفدى ,الكل مصري والكل يحب هذا البلد والكل حريص على استقراره

وسيظل الحديث عن هذه التجربة مستمرا يتناوله الجميع فى دهشة وذهول وإعجاب وإجلال حتى تأتى التجربة الأخرى بإذن الله

وهى تجربة الانتخابات البرلمانية لتقدم شهادة أخرى للعالم بأننا الشعب المتحضر الراقي الذي يجب أن يتعلم العالم منا الكثير والكثير



.صيحة حق © 2008 | تصميم وتطوير حسن