خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1432هجرية

الثلاثاء، ٦ مايو ٢٠٠٨

إضراب 4 مايو.......... بين النجاح والفشل!!!

إضراب 4 مايو.......... بين النجاح والفشل!!!
بقلم :- صلاح سويلم شنان

لم يكن مفاجئا ضعف إضراب 4 مايو ، وإنما كان هذا متوقعا منذ البداية .
مع أن عدد القوى السياسية التي أعلنت المشاركة في هذا الإضراب كان كبيرا نوخاصة جماعة الإخوان المسلمين (وهذا نجاح كبير للإضراب في حد ذاته )
اكبر قوى معارضة في مصر ،
مع أنها لم تدع إلى هذا الإضراب، وإنما من دعا إليه شباب الفيس بوك والانترنت.
وتجاوبت الجماعة مع هذا الحراك الشعبي والجماهيري ن وأعلنت أنها ستشارك في هذا الإضراب باعتباره نوعا من الاحتجاج السلمي والذي يكفله الدستور والقانون.
ومن قبل هذا كان إضراب 6 ابريل والذي أحدث ضجة إعلامية كبيرة مع ضعفه وإن بدا انه قويا
(من وجهة نظري المتواضعة ).
لكنه كان البداية لبدء مسيرة حركة احتجاجية متنوعة ومبدعة أيضا، فما زال الشباب في جعبتهم الكثير والكثير ،
ولن يعدموا وسائلهم الاحتجاجية المبدعة والمبتكرة نوالتي سوف تذهل النظام وكل المفسدين في هذا الوطن الحبيب .
وجاء إضراب 4 مايو، وتجاوبت معه القوى السياسية ،لكنه مختلف في هذه المرةن وبداية جيدة وممتازة
تحسب لصالح عقلاء هذه الأمة وحكماءها .
إذ أن ثقافة الاحتجاجات السلمية لم يتعود عليها المواطن المصري ،ولم يألفها وهى أيضا ثقافة غير منتشرة لدى أبناء العالم العربي ،
ولكنها في البداية نقطة جيدة ،وتحسب لصالح المواطن المصري ،إذ أنه بدأ حركته الايجابية وان كانت ضعيفة ،
ومشاركة الإخوان في هذا الإضراب أمر طبيعي من جماعة تدعوا إلى إيجابية هذا الشعب، وأنه لابد وأن يطالب بحقوقه، ويسعى لذلك بنفسه بكل الطرق السلمية والقانونية ،
ولا ينتظر إن يأتي أحد له بحقوقه وحريته ومطالبه بدون مشاركة منه ولا تضحية ،
ولست هنا بصدد أن أبرر موقف الجماعة في كلا الحالتين، فقيادة الجماعة عندها من القدرة والحجة الناصعة التي تبين بهما موقفها في كلا الحالتين .
أما ما يعنيني هنا ،
هو كيفية الاستفادة من هذه الحركة الايجابية التي ابتدأها شباب مصر الإيجابي والطموح والمبتكر والمبدع ،
لا نريد أن نفشل كل حركة يتحركها الشعب والجماهير،
ولا نريد أن نهون من أثر هذا الإضراب والذي قبله ،
إذ أن آثار إضراب 4 مايو ظهرت حتى قبل أن يتم ،
من زيادة في أجور العمال بنسبة 30% وتعجيل صرفها قبل الموعد المعتاد ،
وإطلاق سراح بعض المعتقلين على خلفية إضراب 6 ابريل ،(وإن كان هذا نوعا من التدليس على الشعوب وخداعها والدليل على ذلك زيادة أسعار البنزين والوقود )


هذه كانت بعض آثار حركة ايجابية وان كانت ضعيفة ،
والأمر الآخر أن سياسة الإحتجاج السلمي لابد من استمرارها وتطويرها لتكون أكثر أثرا،
وهذا لن يتم إلا إذا تضافرت الجهود وكان التنسيق بين القوى السياسية في المرحلة المقبلة أكثر جدية ،
وأيضا لابد من إتباع سياسة النفس الطويل وان الألف ميل يبدأ بخطوة وقد ابتدأنا هذه الخطوة ،
وربما تطول المدة لكنها سوف تكون أكثر تأثيرا في المرات المقبلة إن حسنت النوايا،
وأيضا لابد من بث الأمل في نفوس الشباب وتشجيعهم وتوجههم نحو الأصوب والأفضل حتى يستمروا ،
لان مصر في حاجة إلى مثل هذا الشباب المخلص وفى حاجة إلى حماسته المتوقدة التي لابد وان تنضبط بتوجيه شيوخ وعقلاء هذا البلد

قد يصر البعض على أن يصف هذا الإضراب بالفشل ،وهذا أحد فريقين ،
الفريق الأول وهو فريق النظام وثلته التي تحاول جاهدة أن تقلل من أهميته وأثره ،وتتقرب بهذا إلى السلطان الجائر ،وهؤلاء لا نبرئهم من سوء القصد وسوء الطوية .
وأما الفريق الآخر فكان متفائلا ومفرطا في تفاؤله ،ولم يحسن قراءة الشعب المصري أو العربي جيدا ،
وظن انه بهذه الخطوة ربما يتم الإصلاح دفعة واحدة .
أما إذا أردنا الإنصاف
فنقول إن الإضراب ناجح بكل المقاييس وهو خطوة جيدة تحتاج إلى خطوات وحركة إيجابية تحتاج إلى ترشيد وتوجيه،
وسلاح آخر يضاف إلى أسلحة دعاة الإصلاح في مواجهة الفساد والمفسدين
وأكيد انه ليس السلاح الوحيد والأخير وإنما الأسلحة السلمية متنوعة ومتعددة أضيف إليها سلاح جديد ،
.صيحة حق © 2008 | تصميم وتطوير حسن