خطبة عيد الفطر المبارك لعام 1432هجرية

الأحد، ١٦ مارس ٢٠٠٨

نظام يسير نحو الهاوية


نظام يسير نحو الهاوية
بقلم :-صلاح سويلم شنان


منذ أن بدأ فتح باب قبول أوراق المرشحين لخوض انتخابات المحليات في شهر إبريل المقبل من العام 2008م
والذى بدأيوم 3 مارس 2008م وحتى اليوم وأنا في حالة من الذهول والدهشة والعجب مما يحدث فى هذا الوطن ولهذا الوطن ,
إذ لم أكن أتصور أبدا أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة من الإستبداد والإستهتار بالإنسان في هذا الوطن،
لقد تعودنا من هذا النظام التزوير الفج فى أى انتخابات بأساليب قذرة وملتوية,
بدءا من تسويد الأوراق والتلاعب في كشوف الناخبين من شطب لأسماء وتقييد لأسماء أخرى لم تكن موجودة على قيد الحياة,
وعدم وجود أى ضمانات لنزاهة الإنتخابات وءاخرها إلغاء الإشراف القضائي على الإنتخابات ,
وزاد على ذلك كله أن يمنع الناخبين من الوصول إلى صناديق الإقتراع ليدلوا بأصواتهم حيث تحاصر قوى الأمن المقار الإنتخابية فتمنع وصول أى أحد إلى اللجان ,
وكانت تجربة انتخابات الشورى الأخيرة لخير دليل على تزوير إرادة الشعب بصورة تسىء إلى مصر من كل النواحى ,
ثم جاءت انتخابات المحليات لعام 2008م لتضع لنا أساليب جديدة وفاضحة فى تاريخ تزوير إرادة الجماهير،
والإستمرار في الإستبداد والفساد الذي (وصل إلى حد الركب ) كما وصف ذلك كبير لهم _والفساد فى الحقيقة فى الآونة الأخيرة تعدى (الركب )بمراحل كثيرة-
ومن هذه الأساليب الفاضحة
*عدم استكمال أوراق المرشحين

حتى يتقدم المرشح إلى لجنة الإنتخابات لابد من استكمال أوراقه ومستنداته ليتم قبوله كمرشح ,
واستكمال الأوراق يتطلب أن يذهب المرشح بنفسه لعدة جهات إدارية لاستخراج جميع أوراقه ,
فكانت الأوامر الصادرة إلى كل الإدارات والمؤسسات بعدم استخراج أى أوراق تخص المرشحين ووضع عراقيل وعقبات أمامهم حتى تعوقهم عن التقدم للترشيح,
وإذا استطاع المرشح أن يحصل على بعض أوراقه ,
وأراد استخراج البطاقة الحمراء والتى يتم استخراجها من مراكز الشرطة يستقبله هناك مخبر أمن الدولة ,
والذي يهدد ويتوعد ولا يستطيع المرشح أن يحصل على البطاقة الا بصعوبة بالغة (هذا ان حصل عليها ) .

ويأتى بعد ذلك كله استخراج صحيفة الحالة الجنائية والتى أيضا يلاقى المرشح فى سبيل استخراجها صعوبات جمة وتخرج بصعوبة وطبعا كل ذلك من خلال أمن الدولة .
*لجان لا يوجد فيها أحد إلا مخبروا أمن الدولة وبلطجية الحزب الوطنى
وكنا نظن أنه بمجرد استخراج الأوراق واستكمالها لم يكن أمام لجنة الإنتخابات إلا قبول الأوراق طالما أنها مستكملة
ولكن فوجئنا بكل جديد , فما هو الجديد ؟
لجنة الإنتخابات محاصرة من كل جهة ببلطجية الحزب الوطنى ومخبرى أمن الدولة وضف إلى كل ذلك بلطجيات الحزب الوطنى (حتى يكون للمرأة دور فى الحزب الوطنى ويثبت للجميع أن المرأة لابد وأن تشارك في العملية السياسية ).
ويستقبل كل مرشح فى لجنة الإنتخابات مخبروا أمن الدولة الذين يقفون على الأبواب وكأن الدولة أصبحت في أيديهم مائة في المائة –وهى كذلك بالفعل -- وهم الذين يديرون العملية الإنتخابية من الإلف إلى الياء (حتى بالنسبة للحزب الوطنى نفسه )
وإذا استطاع المرشح أن يخترق كل هذه الحواجز فإنه يفاجىء بأنه لا يوجد أحد داخل اللجان لاستقباله ,
أين اللجنة ؟ وأين رئيسها ؟ اختفوا أين ؟ لا ندرى .
وكان واضحا أن هناك تنسيق أمنى بين اللجان والأجهزة الأمنية
*قرارات عبثية من السيد المحافظ
واستكملت هذه المسرحية العبثية بقرار من السيد المحافظ يلزم كل مرشح بدفع مبلغ ألف جنيه لإزالة وسائل الدعاية .

وبعد كل هذاالعبث والتهريج لم تقبل أوراق أى مرشح ممن تقدموا باوراقهم ,
فلجأوا إلى القضاء لينصفهم وكان الحكم القضائى فى صالحهم ليلزم لجنة الانتخابات بإدراج أسمائهم في كشوف المرشحين ,
ولكن لم تستجب لجنة الإنتخابات للحكم القضائي وكان شيئا لم يكن .
(وعدم تنفيذ الأحكام القضائية من قبل الأجهزة التنفيذية أمر ينذر بالخطر إذ إنه في هذه الحالة لا قيمة للدولة التي يمثل القضاء فيها إحدى السلطات الثلاثة التي تمثل أركان الدولة الحديثة ).
لقد قلت لكم فى البداية أن النظام يفاجئنا بكل جديد, وعنده من القدرة على الإبداع والإبتكار في أساليب التزوير ما يجعله يتفوق عل كل دول العالم المتخلفة والبدائية والتى تصر على تخلفها وبداءيتها .
على حد علمى أنه لم توجد دولة من دول العالم الآن تستخدم هذا الأسلوب الفج والفاضح والمتبجح ,
لكننا نثبت للعالم أننا وحدنا ودون غيرنا لنا حق الملكية فى هذا الأمر لا ينازعنا فى هذا الامر الا كل دولة وكل نظام عنده شىء من الديمقراطية ,أو حتى شىء من الحياء.

*الخوف من الانتخابات
وإذا كان النظام ترتعد فرائصه من الإنتخابات بهذا الشكل فلماذا يجريها ويعلن عنها ؟
إذا كانت ستسبب له هذا الحجم من الفضائح لماذا يصر على اجرائها ؟ وعنده من الأسباب (الغير مبررة طبعا ) ما يجعله يؤجلها اكثر من مرة ,(اللهم إلا إذا كان النظام يريد أن يبعث برسالة إلى الشعب مفادها أنه لا أمل في الإصلاح وأن الوضع القائم هو أفضل الأوضاع وأن على الشعب أن ييأس من المطالبة بالإصلاح والتغيير وتستمر الثلة المفسدة في إفسادها )
وخاصة أن السبب الذي بسببه أجلت انتخابات المحليات مازال قائما وهو إعداد قانون المحليات الجديد ‘
لقد أثبتت هذه المسرحية العبثية والتى كادت ان تسدل ستائرها على كل قبيح ومحزن ,
أننا أمام نظام لا يريد الخير لهذا البلد ويصر علىالإستمرار فى فساده واستبداده وامتهانه لكرامة المواطن المصرى والاستخفاف به وبحقوقه المنهوبة من قبل ثلة من المفسدين والمستفيدين من هذا الفساد الذى زكم الأنوف .
*تبجح وتبلد
لا أتصور كيف سيقف هذا النظام أمام الشعب ليعلن عن فوز الحزب الوطنى بأغلبية مطلقة أو بالتزكية بدون خجل وبدون حياء من الشعب؟ .
لا أتصور كيف سيعلن عن خسارة المعارضة وعدم فوزها باى مقعد من المقاعد ؟
كيف سيخدع الشعب ويستمر فى خداعه والى متى ؟ الااذا كان متبجحا ومتبلدا .
*نهاية قريبة
يبدوا أن هذا النظام يقترب من نهايته وبسرعة لم نكن نتوقعها باستخدامه هذه الأساليب واستمراره عليها ,
وحسنا فعلت المعارضة حينما أعلنت عن مشاركتها فى انتخابات المحليات لتزيد الأمر جلاء أمام أعين الناس ,
وتبدوا للجميع حقيقة هذا النظام العبثى والهمجى .
كنت أتساءل إلى أين يسير هذا النظام بهذا الوطن ؟وماذا يريد من هذا الشعب ؟
فجاءت انتخابات المحليات لتجيب عن هذا السؤال بكل صراحة ووضوح ,
يسير هذا النظام الى الهاوية وبسرعة مذهلة ( وان غدا لناظره قريب )

.صيحة حق © 2008 | تصميم وتطوير حسن